About التسامح والعفو
About التسامح والعفو
Blog Article
يجب علينا محاولة تفهُّم الأشخاص الآخرين بعيداً عن التعصب والانحياز لأي طرف، وذلك قبل إطلاق الأحكام الناقدة غير الموضوعية تجاههم أو تجاه أفكارهم، ودون أي تفكير مسبق في تلك الأحكام.
قال -تعالى-: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).[٤]
والتسامحُ اصطلاحًا: هو التجاوزُ والعفو، وهو من دعائمِ العلاقاتِ الإنسانيّة الإسلاميّة، قال تعالى آمرًا نبيه ﷺ: فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ .
يُقصد بالتسامح الثقافي والفكري التزام الأدب الحواري والتخاطب مع الأشخاص الآخرين، وتقبل منطقهم وأفكارهم، بالإضافة إلى أنَّها تعني البعد عن التعصب لفكرة ما.
تعليم الطفل أنّ الاختلاف لا يعني العداوة من خلال أمثلة عملية، بحيث يُقدم أحد الولدين على تقدير الأشخاص المختلفين عنهم سواء من ناحية الدين أو الملبس أو المظهر.[١٥]
يتضمن العفو بعدًا إصلاحيًا، فالعفو يُطبق عادة بعد الإساءة أو الظلم، وهو فعل يهدف إلى الإصلاح والمغفرة بعد الخطأ.
روي عن عائشة رضي الله عنها أنّها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: "هلْ أتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كانَ أشَدَّ مِن يَومِ أُحُدٍ؟ قالَ: لقَدْ لَقِيتُ مِن قَوْمِكِ ما لَقِيتُ، وكانَ أشَدَّ ما لَقِيتُ منهمْ يَومَ العَقَبَةِ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي علَى ابْنِ عبدِ يالِيلَ بنِ عبدِ كُلالٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إلى ما أرَدْتُ، فانْطَلَقْتُ وأنا مَهْمُومٌ علَى وجْهِي، فَلَمْ أسْتَفِقْ إلَّا وأنا بقَرْنِ الثَّعالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فإذا أنا بسَحابَةٍ قدْ أظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فإذا فيها جِبْرِيلُ، فَنادانِي فقالَ: إنَّ اللَّهَ قدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ الامارات لَكَ، وما رَدُّوا عَلَيْكَ، وقدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبالِ لِتَأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهم، فَنادانِي مَلَكُ الجِبالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، فقالَ ذلكَ فِيما شِئْتَ، إنْ شِئْتَ أنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخْشَبَيْنِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ لا يُشْرِكُ به شيئًا".[٧]
شعور من يعفو عن الناس بالراحة النفسية، وبالطمأنينة، والعزة، والسكينة، وشرف النفس.
قال -تعالى-: (وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).[١٠]
وقال رسول الله ﷺ: «يا أيُّها النَّاسُ، ألَا إنَّ ربَّكم واحِدٌ، وإنَّ أباكم واحِدٌ، ألَا لا فَضْلَ لِعَربيٍّ على عَجَميٍّ، ولا لعَجَميٍّ على عَرَبيٍّ، ولا أحمَرَ على أسوَدَ، ولا أسوَدَ على أحمَرَ؛ إلَّا بالتَّقْوى».
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
يُعزز العفو عن الإساءة الثقة المتبادلة بين أفراد نور المجتمع، فعندما يعلم الأفراد أن هناك استعدادًا للتسامح والعفو، يصبح المجتمع أكثر تماسكًا وترابطًا، فالثقة المتبادلة تؤدي إلى تحسين التعاون في مختلف المجالات سواء في العمل أو العلاقات الشخصية.
نيل درجة التقوى التي جعلها الله سبحانه وتعالى لعباده العافين، إذ إنّ المسامحة والعفو هي صفة من صفات العباد المتقين الذين وعدهم الله بجنات تجري من تحتها الأنهار.
تجعل أفراد المجتمع يلتفتون ويهتمون أكثر بالصالح العام، وذلك من خلال قدرة التسامح في القضاء على معظم المشكلات المختلفة بين الناس والنهوض بالمجتمع.